أصل الحجر الأسود
روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة أبيضاً ثم سودته ذنوب أهل الشرك، وروي أن الحجر أخذه إبراهيم عليه السلام من جبل أبي قبيس لكن الأول أقوى
المرجع: فوائد من دروس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - كتاب المتفرقات، ص94 الباب: عام
روى الترمذي وأحمد الحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنه طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
وروى الإمام أحمد عن انس بن مالك والنساء عن ابن عباس عن النبي قال: الحجر الاسود من الجنه
وروى أحمد وغيره: الحجر الاسود من الجنه وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك
وروى أن الحجر الاسود يرجع عهده إلى إبراهيم عليه السلام فعندما كان يبني وإبنه إسماعيل يناوله الحجارة وصل إلى موضع الحجر الاسود فقال إبراهيم عليه السلام لإبنه إسماعيل: ابغني حجرا أضعه هاهنا يكون للناس علماً يبتدون منه الطواف فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الاسود فقال إسماعيل: يا أبتي من أين لك هذا قال: جاءني به من لم يكلني إلى حجرك جاء به جبريل، وهو حينئذٍ يتلأ لأ من شدة البياض فأضاء نوره شرقا وغربا
ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن خزيمة في صحيحه، إلا أنه قال "أشد بياضًا من الثلج" وروى الطبراني في معجمه الأوسط ومعجمه الكبير مثله بإسناد حسن وكذلك البيهقي.
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: نزل الركن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيس "جبل" كأنه مهاة بيضاء -أي بلورة- فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم. رواه الطبراني في معجمه الكبير موقوفًا على عبد الله بن عمرو بإسناد صحيح، أي ليس مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم.
وجاء في الروايات التاريخية أن إبراهيم -عليه السلام- طلب حجرًا مميزًا يضعه في البيت فجاءه به جبريل عليه السلام.
نأخذ من مجموع هذه الروايات أن الحجر الأسود من الجنة، وأنه كان أبيض فسودته خطايا بني آدم، لكن درجة الأحاديث مترددة بين الصحة والحسن، وهي على كل حال لم تبلغ درجة التواتر، فهي أحاديث آحاد. ولو كانت صحيحة فإن هناك خلافًا بين العلماء في إفادة حديث الآحاد الصحيح القطع والعلم اليقين.
وما دام لا يوجد ما يمنع تصديق هذه الأحاديث فلنصدقها، ومع ذلك فإن من لم يصدقها لا يخل ذلك بعقيدته، ولا يخرجه من الإيمان إلى الكفر.
هذا، وقد نشر في "الأهرام" الصادر في يوم الجمعة بتاريخ 8/10/1982م بقلم محمد عبده الحجاجي مدير إدارة بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة أن الحجر الأسود من السماء وسقوط الأحجار من السماء ظاهرة كونية معروفة ومؤكدة، وقد قام العالم البريطاني "ريتشار ديبرتون" برحلة إلى الحجاز متخفيًا في زي مغربي، مدعيًا أنه مسلم وكان يجيد اللغة العربية، واندس بين الحجاج واستطاع أن يحصل على قطعة من الحجر، وحملها معه إلى لندن، وبدأت تجاربه عليها في المعامل الجيولوجية، فتأكد أنه ليس حجرًا أرضيًا، بل هو من السماء، وسجل هذا في كتاب له بعنوان "الحج إلى مكة والمدينة" الذي صدر بالإنجليزية في لندن سنة 1856م.
وسواء أكان الحجر من السماء أم لم يكن فإن الثابت أنه حجر مبارك قبله النبي -صلى الله عليه وسلم- وثبت في البخاري ومسلم أن عمر -رضي الله عنه- قبله اقتداء بالرسول مقسمًا أنه لا يضر ولا ينفع، ورويت أحاديث غير قاطعة تدل على أن استلامه بمثابة عهد مع الله على الطاعة.