Yasmine المديرة العامة
عدد المساهمات : 473 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 27 الموقع : Setif
| موضوع: رواية كلي عذاب الخميس مارس 10, 2011 8:02 pm | |
| الحلقة الأولى:ماذا تخبئ لي الأقدار؟
بدأت أقص لكم منذ بدأت أتذكر, و أحداث حكايتي مستوحاة من
طفواتي التي لا أذكر منها غير الصراخ و الحرمان و القسوة و
الجفاء.فكنت أنا ضحية التسرع و الغضب, و ضحية جهل الوالدين و
كنت أنا هي تلك الفتاة التي لا تعرف الحنان و العطف.
لا تسألوني عن مكان ولادتي ولا عن تاريخه فكل ما أذكر أنني ولدت
في مشفى المجانين بين جدران عاتمة اللون تبقيك أسيرة الجسد و
الروح, فأبي كان يتهم أمي بالجنون و الجهل و يكرهها كرها شديدا
و أمي كانت صامتة كل الوقت ولا تقول غير حسبي الله و نعم الوكيل
إن ضاقت بها الأمور أو انزعجت من أبي, هكذا كانت أيامي تمضي
و مع مضيها تتلاشى رغبتي في الحياة,فأنا لم أعد أحس بلذتها فنادرا
ما أذوق طعم الراحة و السعادة و الهناء.
كثرت المشاكل بين أمي و أبي و فاقت الحدود, و قرر والدي أن
ينفصل عن أمي بعدما أصبحت إنسانة شبه ميتة و زهرة ذابلة و
بعدما خارت قواها و هي ترعانا و استنزفت طاقتها وهي تهتم بنا.
غادرت أمي البيت مرفوعة الرأس, شامخة الأنف لا شيء يهمها
في هذا البيت الفخم غير طفلة صغيرة تمسح دموع القهر التي لا
تجف و تلوح بيدها بعيدا فلا تدري أهذا هو الوداع أم سيكون هناك
لقاء.
لا أخفيكم الأمر فوالدي كان إنسانا متجبرا طاغية متسلطا, يريد كل
شيء بأي شيء, لم يكن هذا الأب مثل بقية الآباء,لم يكن يقدر
المشاعر أو يعيرها اهتماما ففي الغد ببساطة أحضر إلي امرأة في
عز شبابها تتمتع بالحيوية و النشاط و اكتفى بأن قال لي:سراب هذه
ستحل محل أمك و من الآن فصاعدا نادها بأمي. أجل لقد تزوج على
أمي كما يفعل كل رجل خائن, لا ويريدني أن أعتبرها بمثابة أمي,
لا يا أبي ليس هذا ,لا شخص يحل محل شخص, و خاصة الأم فرغم
أنني لا أملك ذكريات مع أمي إلا أنني أحبها و أقدرها ولن أنكر
جميلها.
ربما ستتغير حياتي و ستتحسن من يدري؟ وحده الله الذي يعلم.
هكذا طويت سجل أمي لكنني لم أنسه و لن أنسه ما حييت, وفتحت
سجل زوجة أبي و أنا أتلهف و الشوق يقتلني لأن أعرف ماذا يخبئ
لي القدر, فيا ترى أهو حلو أم مر كما عهدته, أسيستجيب الله لدعائي
و يغير لي حياتي أم لا,كان هذا بصيص الأمل الذي يراودني سرعان
ما أرجع إلى الحقيقة و أتذكر أنه لا قلب أحن علي مثل قلب والدتي
لكن لماذا تخلت عني و لم تأخذني معها؟ أسأعرف هذا يا قدر؟ انتظرونا في الحلقة الثانية | |
|